الدعم و التقويم - taalimisup
 الدعم و التقويم

الدعم و التقويم

شارك المقالة

 الدعم و التقويم

 الدعم و التقويم

يلعب التقويم والدعم دورا أساسيا في النظام التربوي المغربي لأنهما يسمحان بالتشخيص والتتبع والحكم واتخاذ
القرارات المناسبة. كما يحتلان حيزا زمنيا مهما في المنهاج الدراسي.
يشكل الميثاق الوطني للتربية والتكوين والكتاب الأبيض والقرارات والمذكرات الوزارية، بالإضافة إلى الدلائل
الصادرة عن وزارة التربية الوطنية المرجعيات الأساسية للتقويم والدعم، حيث يجد القارئ لهذه المرجعيات مجموعة من
المبادئ والتوجهات والخلفيات البيداغوجية المؤطرة لعمليتي التقويم والدعم.
ورغم أن بعض المرجعيات تتناول التقويم في مفهومه العام الذي يدمج الدعم، فإن هذا الدليل اختار أن يفرد للدعم
فصلا خاصا لتوضيحه أكثر.

 التوجهات الكبرى للتقويم والدعم :

يدعو الميثاق الوطني للتربية والتكوين إلى ربط التعليم بمحيطه من خلال ملاءمة المناهج والبرامج الدراسية ·
للمنتظرات، وتحقيق العلاقة التفاعلية بين المدرسة والمجتمع. وانطلاقا من هذا المنظور ينبغي أن تتأسس وضعيات التقويم
والدعم على معطيات منسجمة مع المحيط ؛
يهدف إقرار اللامركزية واللاتمركز إلى الإشراك الميداني لجميع الأطراف الفاعلة في التخطيط والتدبير والتقويم؛ ·
دعوة الميثاق الوطني للتربية والتكوين إلى إرساء مدرسة متنوعة الأساليب وأشكال التقويم والدعم حتى تتم ·
الاستجابة لجميع المستفيدين من الخدمات التعليمية.

 التقويم والدعم في الميثاق الوطني للتربية والتكوين :

تشير المادة 92 من الميثاق الوطني للتربية والتكوين إلى أن التقويم والامتحانات على مستوى التعليم الابتدائي ينظمان
كما يلي :
أ.  يتم الانتقال اعتمادا على نتائج المراقبة المستمرة من السنة الأولى إلى السنة الثانية من السلك الأول بالمدرسة
الابتدائية، ويمكن تسريع هذا الانتقال خلال السنة الدراسية بالنسبة للتلاميذ المتقدمين وفق شروط تربوية موضوعية. وفي
متم هذا السلك يجتاز التلاميذ امتحانا إلزاميا وموحدا على مستوى المدرسة يتوج بشهادة تمكنهم من الالتحاق بالسلك الموالي.
ب.  يتم التدرج عبر السنوات الأربع للسلك الثاني من المدرسة الابتدائية على أساس المراقبة المستمرة، مع العناية
بالحالات التي تستلزم دعما خاصا.
وفي ختام هذا السلك يجتاز المتعلمات والمتعلمون امتحانا موحدا تنظمه السلطات التربوية الإقليمية، بحيث تمنح
للناجحين في هذا الامتحان شهادة الدراسات الابتدائية، وهذه الشهادة تمكنهم من ولوج المدرسة الإعدادية. أما الراسبون
فيكررون السنة مع تركيز جهودهم على المواد الدراسية المقررة في متم هذا السلك والتي لم يوفقوا فيها مع استفادتهم من
الدعم التربوي اللازم.
نستنتج مما سبق أن مكونات التقويم في المدرسة الابتدائية متعددة، وهي كالآتي :
المراقبة المستمرة بالنسبة لجميع مستويات التعليم الابتدائي؛ ·
تسريع الانتقال : يمكن الاعتماد فيه على أدوات تقويمية متنوعة؛ ·
الامتحان الموحد على مستوى المؤسسة بالنسبة للسنة الثانية من التعليم الابتدائي؛ ·
الامتحان الموحد على مستوى المؤسسة بالنسبة للسنة السادسة من التعليم الابتدائي؛ ·
الامتحان الموحد على مستوى الإقليم بالنسبة للسنة السادسة من التعليم الابتدائي.

 مفهوم التقويم

تعددت تعاريف التقويم وسنقتصر هنا على ذكر البعض منها :
التقويم هو نتيجة قياس الفرق بين الأهداف المسطرة والنتائج المحققة ؛ ·
التقويم تقدير بواسطة نقطة، وهو يعتمد طريقة معينة أو مقاييس تدخل في سلوك معين أو إنتاج ما؛ ·
التقويم عملية جمع وتصنيف وتحليل وتفسير بيانات أو معلومات كمية أو كيفية، عن ظاهرة أو موقف أو سلوك، ·
بقصد استخدامها في إصدار حكم أو اتخاذ قرار بخصوص الشيء الذي يقوم؛
التقويم سيرورة تهدف إلى تقدير المردودية الدراسية وصعوبات التعلم عند شخص، بكيفية موضوعية، بالنظر إلى ·
الأهداف الخاصة؛ وذلك من أجل اتخاذ أفضل القرارات الممكنة المتعلقة بتخطيط مساره المستقبلي.
يستنتج من التعريف الأخير أن التقويم البيداغوجي عبارة عن سيرورة منهجية تتوخى تقدير التحصيل الدراسي
لشخص معين وتشخيص صعوبات التعلم التي تعيق نموه المعرفي، وذأهمية التقويم ووظائفه :
تعتبر المدرسة مجالا حقيقيا لترسيخ القيم الأخلاقية وقيم المواطنة وحقوق الإنسان وممارسة الحياة الديموقراطية،
والتقويم يرسخ مجموعة من القيم تتجلى في :
العدل : النزاهة والموضوعية والمصداقية والحد من الأحكام المسبقة... إلخ. ·
المساواة : تكافؤ الفرص وعدم التمييز في جميع تجلياته. ·
الإنصاف : استحضار الفوارق الفردية، وجعل التقويم مناسبا للمستوى الحقيقي للمتعلمات والمتعلمين... إلخ. ·

وأما وظائفه فتتجلى فيما يلي :

الوظيفة التوقعية (التقويم التنبئي) : ترتبط بتوقع النجاح المحتمل لاحقا؛ ·
الوظيفة التشخيصية : تهتم بمعرفة الأسباب التي عرقلت التحصيل الجيد، وتشخيص الصعوبات المرتبطة بذلك؛ ·
الوظيفة التكوينية : تهتم باكتشاف أخطاء المتعلمات والمتعلمين، وتشخيص الصعوبات المرتبطة بذلك خلال ·
مختلف مراحل التعلم، ومعالجتها فوريا؛
الوظيفة الجزائية : تكون في نهاية مرحلة دراسية، وتتجلى في عملية تحديد مستوى اكتساب المتعلم(ة) للكفايات ·
المسطرة في المنهاج الدراسي واتخاذ القرارات المناسبة.لك بالنظر إلى المنهاج المسطر، بهدف إصدار الحكم
المناسب واتخاذ أفضل القرارات المتعلقة بتخطيط المستقبل الدراسي للمتعلم(ة).

أنواع التقويم :

 التقويم التشخيصي :
قد يطلق عليه أيضا التقويم القبلي أو التمهيدي أو الاستكشافي. ويهدف إلى فحص وضعية الانطلاق وتعرف خصائص
المتعلمين قبل الشروع في العملية التعليمية.
يكون في بداية السنة الدراسية أو بداية الأسدس أو الوحدة أو الدرس أو الحصة الدراسية، وهو تقويم يفيد في معرفة
المكتسبات السابقة، والكشف عن مواطن الخلل في تحصيل المتعلمات والمتعلمين.

التقويم التكويني :

يطلق عليه التقويم الجزئي أو المرحلي أيضا. ويتم في غضون السنة أو الفترات الدراسية، أو يتخلل مراحل الدرس
أو الحصة، وهو مجموعة من الإجراءات العملية التي تتخلل عملية التدريس بهدف توجيه تحصيل المتعلمين في الاتجاه
الصحيح، وتحديد جوانب القوة لتعزيزها، ومواطن الضعف لمعالجتها، ولإطلاع المتعلمات والمتعلمين على نتائج تعلمهم،
وإثارة دافعيتهم وحفزهم على الاستمرار في عملية التحصيل .
ويمكن أن يتم ذلك بجعل المتعلمات والمتعلمين يواجهون وضعيات ديدكتيكية تكشف تخلخل تمثلاتهم السابقة (الصراع
المعرفي). ويستند هذا النوع من التقويم على بيداغوجيات كثيرة منها بيداغوجيا الخطإ؛ من كشف الأخطاء وتصنيفها
وتفسيرها ومعالجتها.
كما يهتم هذا النوع من التقويم بتتبع سيرورة التعلم بالتعديل والتغيير والتقوية، ويهدف إلى معيرة التعلمات الدراسية
واكتشاف صعوبات وأخطاء التعلم لعلاجها، وتمكين المتعلم(ة) من التقويم الذاتي، ويركز التقويم التكويني على المتعلم(ة)
ويهتم به، أكثر مما يهتم بإخبار الإدارة والأسر بنتائج التعلمات. ويمارس هذا النوع من التقويم خلال التعلمات.

 التقويم الإجمالي :

يطلق عليه في الأدبيات التقويمية التقويم البعدي أو الختامي أو الجزائي أو النهائي؛ وقد يكون إشهاديا. يكون في نهاية
سلك أو سنة دراسية أو أسدس أو فترة، أو درس أو حصة ويهدف هذا النوع من التقويم إلى تحديد النتائج الفعلية للتعلم
ومقارنتها بالكفايات والأهداف المتوخاة.
يتم بواسطة التقويم الإجمالي وضع التقديرات الكمية والنوعية، والحكم على مستوى المتعلمات والمتعلمين، وبالتالي
اتخاذ القرارات المناسبة بشأن تحصيلهم أو تفييئهم أو انتقالهم إلى مستوى أرقى.
ومن حوامل هذا النوع من التقويم في المدرسة الابتدائية نجد المراقبة المستمرة والامتحان الموحد على صعيد
المؤسسة التعليمية والامتحان الإقليمي الموحد الخاص بالمستوى السادس الابتدائي.

         المصدر     الدليل البيداغوجي للتعليم الابتدائي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم الانضمام الى متابعينا في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي للتوصل بكل جديد مدونة تعليمي سب في مختلف المواضيع التعليمية

أحدث الاخبار التعليمية

في الموقع الان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الصفحات